السعودية 2034- حلم المونديال يتحقق برؤية طموحة وإنجازات قياسية

إنّ فخري واعتزازي بهذه الاستضافة لا حدود لهما، وذلك لإيماني الراسخ بأن المملكة، في ظلّ «الرؤية»، تتطلع نحو آفاق بعيدة، وتسخّر إمكاناتها الهائلة لتحقيق كل ما يبدو ممكنًا وتجاوز حدود المستحيل. لذلك، لا غرابة في أن تحقق المملكة إنجازًا يتماشى مع أهدافها الطموحة، ولا دهشة في أن يدرك العالم القيادة الرشيدة للمملكة وواقعها المتميّز، في ظلّ قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
عندما تتبنى دولة شعار «نحلم ونحقق»، يجب علينا أن نتخلى عن كل مظاهر الدهشة الاعتيادية، وأن نتجاوز كل علامات الاستغراب المألوفة، وأن نفتح آفاقًا جديدة لاستيعاب الحقيقة الواضحة: «المستحيل ليس سعوديًا». ففي الأسبوع القادم، وتحديدًا في الحادي عشر من ديسمبر الحالي، حين يُعلن رسميًا عن اختيار المملكة لاستضافة مونديال 2034، بعد انسحاب جميع المنافسين، ستبدأ مرحلة تحقيق حلم فاق توقعات الجميع، وتجاوزهم في المنافسة، وتفوق عليهم في مجال التخطيط والرسم، سواء كانوا من الدول الكبرى أو من غيرها. غدًا، سترفع المملكة سقف التوقعات في استضافة الأحداث الكبرى إلى مستويات غير مسبوقة، «وستجعل مهمة من يأتي بعدها صعبة للغاية»، وستضع التصنيف التقليدي للدول في مأزق حقيقي، إذا كان الإنجاز والنمو هما المعيار الوحيد.
لن ينسى الوطن أبدًا اليوم الذي أعطى فيه الأمير محمد بن سلمان الضوء الأخضر لتقديم ملف الترشح، بعد استكمال جميع التفاصيل والاشتراطات، وتسليم الملف إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم في العاصمة الفرنسية باريس.
كنا على يقين تام بأننا قادرون على تحقيق هذا الإنجاز ومؤهلون له، فإنه صادر من صاحب الرؤية ومبدعها، وكل خطوات سموه تشهد على النجاح والتفوق، وأنه محمد الخير ومفتاح السعادة لوطن بحجم الشمس. ليحصل الملف الذي باركته يد الخير على تقييم فنى أعلى من العرض الذي تقدمت به أمريكا وكندا والمكسيك لتنظيم كأس العالم 2026، لتكون السعودية أول دولة في العالم تنظم نهائيات كأس العالم بمفردها وزيادة عدد الفرق إلى 48 منتخبًا بعد أن كان 32 منتخبًا حتى نهائيات 2022.
هذا الترشح هو ثمرة للدعم اللامحدود الذي يوليه قادة البلاد للقطاع الرياضي، ويعكس الجهود المتواصلة لتحقيق الأهداف الرياضية لرؤية المملكة 2030، وتحقيق طموحات وآمال الشعب السعودي.
وقد أكد ولي العهد الأمين أن رغبة المملكة العربية السعودية في استضافة كأس العالم 2034 تجسد النهضة الشاملة التي شهدتها المملكة على جميع الأصعدة، مما جعلها مركزًا قياديًا ووجهة دولية لاستضافة أكبر الأحداث العالمية في مختلف المجالات، بفضل مقوماتها الاقتصادية وإرثها الحضاري والثقافي العظيم.
يجري العمل بوتيرة متسارعة لإنشاء العديد من الملاعب الرياضية الجديدة وتجديد الملاعب القائمة، بما يتناسب مع متطلبات الحدث العالمي المرتقب، ومن بين هذه الملاعب استاد الملك سلمان، الذي سيستضيف حفل الافتتاح الرسمي، وكذلك استاد الأمير محمد بن سلمان، الذي سيقام على إحدى قمم جبل طويق بتصميم فريد من نوعه، بالإضافة إلى ملعب نيوم المستقبلي وملعب أرامكو وملعب استاد وسط جدة.
كما يجري تجديد استاد الملك فهد والجوهرة المشعة واستاد جامعة أبها وغيرها الكثير، مما يوفر بنية تحتية متطورة لاستضافة كأس العالم على أرض الوطن.
يجسد ملف الترشح لاستضافة هذه البطولة العالمية الرؤية الشاملة والواضحة لهذا الوطن العظيم، نحو المستقبل المشرق، بتنظيم الحدث الأهم في عالم كرة القدم مما يؤكد مركز المملكة الكبير والمؤثر والإيجابي في خريطة العالم أجمع، في مختلف المجالات، ومنها الرياضي.
لقد استطاعت كرة القدم أن توحد شعوب العالم حضورًا ومشاهدة، وأثبتت أنها تمتلك سحرًا لا يقاوم وجاذبية عالمية، وأنها الأكثر تأثيرًا في العالم، وأنها جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعب السعودي، وأنها صناعة تستوجب التحضير الأمثل والرعاية المبكرة.
إن تقديم ملف الترشح يؤكد عزم المملكة وحرصها على هذه الاستضافة المميزة، وسيتبع ذلك العديد من الزيارات التفقدية الرسمية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتقييم ملف الترشح بشكل كامل، وصولاً إلى الإعلان الرسمي عن الدولة المستضيفة لكأس العالم 2034 في الحادي عشر من شهر ديسمبر لعام 2024م.
إن ترشيح المملكة لهذه البطولة يأتي عن قناعة راسخة بقدراتها وإمكاناتها العالية، وهي تمضي قدمًا بخطى واثقة وسريعة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة، وذلك بفضل ما أنجزته في مجال الرياضة بجميع أنشطتها، ليؤكد لنا أنها دخلت المنافسة على استضافة كأس العالم بقلب شجاع واستعداد تام.
المملكة لها مكانتها المرموقة وثقلها العالمي الذي لا يمكن إنكاره، وأنها قادرة على استضافة أكبر الأحداث الرياضية وغيرها، فهي الملاذ الآمن والجدار المتين.
ينتظرنا جميعًا عمل دؤوب في المرحلة المقبلة، ولعل أهمها إعداد منتخب وطني متمكن وقادر على المنافسة ورفع اسم الوطن عاليًا.
ستمر هذه المرحلة سريعًا، وسنجد أنفسنا جميعًا أمام تحدي استضافة كأس العالم بكل ما تتطلبه من استعدادات وتجهيزات، لاستقبال الوفود القادمة والمشاركة، ولتكون مدن الاستضافة الخمس على قدر المسؤولية في الاستعدادات وسرعة الإنجاز وإزالة كل ما يلوث شوارعها وأرصفتها وإضاءاتها ونوعية أشجارها وكل التشوهات البصرية التي تزعجنا وتقلق راحتنا، وأن نكون على قدر التحدي لهذه الاستضافة.
لقد أراد الله لنا خيرًا كبيرًا وهيأ لنا صاحب الرؤية الطموحة والمتفائلة والمنسجمة مع تطلعات العالم، لتعمير الأرض وتحقيق رفاهية الإنسان، بعد سنوات عجاف لم يكن فيها إلا كره الحياة وتوافه الأمور.
إنها رؤية تعكس مكانة المملكة الحقيقية، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً، وإلى ذلك اليوم المنتظر نحلم ونبني.
